السبت، 21 مارس 2015

‬حذار سيل الدم اليمني

‬حذار سيل الدم اليمني

أحمد الجار الله
رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية

كأن السعادة جرفت عن اليمن مع انهيار سد مأرب, فمنذ ذاك التاريخ هذه البلاد غارقة في الحروب والنزاعات, وربما أكثرها خطورة ما يجري اليوم, فاذا كان انهيار السد فرق القبائل وشتتها في العالم العربي, فان انهيار اليمن اليوم سيجعل سيل الدم العرم يطال المنطقة ككل, فالى متى ستبقى الدول المعنية مكتوفة الايدي, ترى النار تقترب منها, وتتدحرج نحوها عبوات الفتن الناسفة ولا تحرك ساكنا؟

أمس قلنا ان على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التخلي عن سياسة الاستنكار والادانة, والنأي بالنفس عما يجري من مذابح في تلك الخاصرة, فيما كانت العبوات الناسفة تحصد أرواح العشرات من اليمنيين في مساجد عدة بالعاصمة صنعاء, هذه العبوات تؤسس لحرب مذهبية, تماما كما يجري في العراق الذي تركته دول الخليج لايران طوال 12 عاما تعيث فيه كما تشاء, الى ان اندلعت نيران الثأر بين السنة والشيعة, ودخلت بلاد الرافدين نفق حرب الالف عام.

واذا كان التاريخ كتب عن القبائل التي تفرقت أيدي سبأ قديما, فإنه أمام هول المقتلة الحالية سيكتب كثيرا عن سيل الدم الذي سينطلق من صنعاء ليطال كل هذه العواصم اذا لم تستدرك الامر, وتعمل على حماية نفسها من خلال حماية الشرعية اليمنية أولا, والحفاظ على وحدة اليمن عبر ضرب كل المشاريع التقسيمية التي تطبخ على نار الجثث البريئة, لتحقيق الجزء الخاص من المشروع الامبراطوري الساساني الجديد للمنطقة بأدوات يمنية.
صحيح, خيرا فعل الرئيس عبد ربه منصور هادي بخروجه من صنعاء, وإعلان عدن عاصمة سياسية موقتة, فبذلك استعاد المؤسسات الشرعية وأخرجها من دائرة سيطرة الانقلابيين الحوثيين, لكن اذا كان هادي الداعي دائما الى الحوار بين الاطراف اليمنية ولا يريد دماء, عليه إدراك ان الدم فرض عليه منذ اللحظة التي تحركت فيها ميليشيات الحوثيين نحو صنعاء, بل في تلك اللحظة فرض الدم على اليمنيين كافة, ومعهم دول “مجلس التعاون” لان تلك العصابة دفنت المبادرة الخليجية, وأهالت عليها تراب التحدي.

اليوم, ها هم يهددون عدن العاصمة الموقتة, والمجازر تتنقل من مدينة الى أخرى, فيما دول الخليج لا تزال تردد ان الشرعية اليمنية لم تطلب منها التدخل, بينما المطلوب منها ألا تنتظر طلبا للتدخل, فكما شنت الطائرات الاردنية والاماراتية والبحرينية غارات على تنظيم “داعش” في العراق حين أقدم مقاتلوه على حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة, وكما كانت قوات درع الجزيرة بالمرصاد للتهديدات الايرانية للبحرين في اجراء استباقي لردع أدواتها التخريبية في هذه المملكة الخليجية, على دول “التعاون” اليوم ان تبادر الى عمل استباقي في اليمن, ينهي عصر التعاسة الدموي الذي يعيشه, لأن عودة السعادة الى اليمن تعني سعادة دول الخليج, فهل تدرك دولنا ذلك؟

الأربعاء، 18 مارس 2015

مراسلات بين د.محمدجميح ووزير الداخلية اللواء جلال الرويشان

بقلم / محمد جميح
بعد منشوري أمس "الحوثيون يخسرون"، والذي تعرضت فيه لذكر وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة جلال الرويشان، وانتقادي لموقفه من الانقلاب الحوثي، جاءتني رسالة على الخاص باسم الوزير، ومن صفحة باسم "جلال علي"، تحمل صورته، ولأن ما يأتي على الخاص يعد في حكم ما لا يجوز نشره إلا بإذن، فقد أرسلت له رسالة اضمن نشر رده علي على صفحتي إن اراد كحق له، ورد هو الأمر إلي، وهأنا أنشر ما دار هنا:

تقول الرسالة المرسلة إلي:

كنت وربما لا أزال من المعجبين جداً بكتابات وأراء وأفكار الكاتب المبدع محمد جميح .. ربما لأنه يكتب بشكل جيد . وربما لأنني أحب أبناء مأرب . وأبناء مدينة حريب بالذات .. ومع إيماني المُطلق بالحرية في الرأي والفكر والموقف السياسي . وأن من حق أي أحد أن يؤيد أو يناصر أو يتعاطف مع أي مكون أو اتجاه سياسي . فإنني ومن هذا المنطلق أتعهد لله أولاً ولضميري ثانياً أن لا أقف من أي شخص موقف الحب أو الكراهية تبعاً لاتفاقي أو اختلافي معه في الرأي .. ومن حق العزيز محمد جميح أن يصنفني كيف ما يشاء. وأن يضعني أين ما يشاء من التأييد أو الرفض لهذا الطرف السياسي أو ذاك . لأن هذا رأيه ولأن هذه وجهة نظره .. وليس مهماً ما سيظنه الناس بي . ولا كيف سيقيِّمون ما أقوم به . رائدي في كل شيء هو الله ثم الوطن ولا شيء سواهما .. غير أن ما لم يكن له مبرر هو أن يدعوني بغير إسمي . وأن يدَّعي أنني أسأت إلى أسرتي التي بالتأكيد لا يعرف العزيز محمد جميح الكثير عنها .. الإساءة إلى الأسرة يا عزيزي محمد تكون عندما لا تعمل على حقن الدماء وإصلاح ذات البين . الإساءة إلى الأسرة تكون عندما ترى بلدك وهي في مهب الريح ، أو قريبة من حافة الهاوية. ولا تعمل بكل ما تستطيع لمنع انهيارها .. ومع هذا سامحك الله يا أخي . فلا زال يحدوني الأمل بأن تتجاوز بلادي محنتها . وأن يكون ثمن ما بِي هو اليمن كله . اليمن بتاريخه وحصونه وقلاعه وجباله . اليمن بإنسانه الطيب الصبور القوي الجبَّار .. وسأبقى من المعجبين بكتاباتك . وستكشف لك الأيام كل شيء .

وهذا ردي على الرسالة أعلاه:

عزيزي جلال الرويشان
أشكر لك حسن تواصلك...
أنا في الحقيقة اتفق معك في ضرورة أن يكون الولاء لله والوطن هما القاعدة التي على أساسها يتم الانتماء...
ثانيا أنا قاريء جيد نسبيا لتاريخ الثورة اليمنية وأعرف بعض الأدوار التي قام بها آل الرويشان...
ثالثا انا عندما انتقدت جلال الرويشان، فأنا لا انتقده كشخص ولكن كمسؤول، وليس بيننا أية خلافات شخصية...
رابعا
لا أظنه يخفى عليك الحقيقة الناصعة المتمثلة في أن الحوثيين قاموا بانقلاب حقيقي على العملية السياسية برمتها...
وأي عمل يقومون به هو باطل دستوريا في نظري كونهم ليسوا سلطة منتخبة وكونهم خرجوا على ما توافق عليه اليمنيون في الحوار الوطني...
خامسا
ساءني والله ان يكون رجل بحجمك وما تمثله من إرث أسري منطويا تحت قيادة رجل لا يحمل أي مؤهل الا القدرة على خداع الناس باسم أهل البيت...
أنت أكبر من عبدالملك فلماذا تعطيه الشرعية التي يفتقدها؟
عملك اليوم لا دخل له بواجبك الوطني في تصوري، بل الأصل أن ترك هذا العمل هو عين الواجب الوطني، وذلك بنزع الغطاء عن الانقلاب الحوثي الواضح...
خامساً
أرجو ان تراجع نفسك ، خدمة الوطن لا تكون بالعمل تحت توجيهات مجموعة سلالية مذهبية وانقلابية ، أنت تعرفها أكثر مني.
والله ما اكتب الا ما أراه صوابا، وما لي من حزب يوجهني او مطمع يغريني..
لا تدع الحوثي يأكل الثوم بفمك
أرجوك

نسيت أن أقول إنك حال رغبت بنشر ردك على صفحتي، فإنني سأفعل وهذا حقك...
وحال رغبت أن يبقى على الخاص فعلى الرحب

وجاء الرد باسم الوزير:

الخيارات لك يا دكتور
لك ان تنشر ردي وردك عليَّ
وربما أرى صواباً يحتمل الخطأ . وترى أنت خطأً يحتمل الصواب . مسافة صغيرة بين الآراء يجب أن نحافظ عليها جميعاً من أجل بلادنا

وختمتها بالرد الآتي:

لتكن مشيئة الله...
كنت فقط أريد ألا تكون وزير داخلية عبدالملك وعصابته...
بحق الله
وحق ثورة سبتمبر التي شارك فيها أهلك أن تنحاز لضميرك وللبسطاء أمثالي الذين يحلمون بوطن خالٍ من المليشيات الدينية...
الأفق مسدود أمام الحوثيين...
وجودي في الخارج يجعلني أرى الأشياء بعين أخرى...
أقابل كل يوم كثيراً من الأشقاء العرب وغيرهم...
من يعرفك يتعجب من موقفك...
صدقني إن الطريق الذي تسير فيه مسدود...
وإذا ظللت متمسكاً بموقفك، فلا أحد يستطيع إجبارك على غير ذلك...
ستكون مهمتي صعبة في انتقاد مواقفك فيما بعد نظراً لجميل تواصلك، لكني على عهد مع نفسي ألا تكون صعوبة المهمة سبباً في تركها...
وكما كنت حراً في اختيار بقائك مع الحوثيين، فلي الخيار في أن انتقد ما يقوم به الحوثيون ومن يعمل معهم...
لك تحية يمنية خالصة

الشيخ الشليف يؤكد على ضرورة تمثيل قبائل مأرب في حوار الرياض

http://marebonline.com/?p=1514

الأربعاء، 11 مارس 2015

مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم 4 - 4

علي الغليسي
كانت مشكلة الكهرباء واحدة من أعقد المشاكل في مصدر الطاقة الكهربائية للجمهورية ، ووضعها المحافظ العراادة كأولوية حولها إلى توجيه رئاسي مباشر في إبريل وهو ذات الشهر الذي تسلم خلاله العمل من العام2012م ـ وقضى توجيه الرئيس هادي بتوفير طاقة مؤقتة لمحافظة مأرب بلغت حتى 2015م (42) ميغا وات  وساهمت في تغطية ما نسبته 70% من المحافظة بالكهرباء في مديريات ( مدينة مأرب ، مأرب الوادي ، صرواح ، مدغل ، رغوان ، مجزر ، حريب ، الجوبة ، جبل مراد ، أجزاء من مديرية رحبة ) وكذا أجزاء من مديرية عين التابعة لمحافظة شبوة .
وبإمكانكم المقارنة بين (4) ميغا كانت تحصل عليها المحافظة لمدينة مأرب وما تم توفيره خلال مرحلة انتقالية عانت وتعاني فيها عاصمة البلد وحواضر اليمن الرئيسية من الانطفاءات المتواصلة ، ناهيكم عن انتظار وعود الإنارة من العام 2008م والإضاءة بوعود حكومية ورئاسية (لن تتم إنارة صنعاء حتى تصل الكهرباء كل بيت في مأرب) دون أن يكلف أحد نفسه في الماضي عناء السؤال والاستفسار عن ماهية الإجراءات العملية لتحويل تلك المواعيد إلى واقع ، ليضع وزير الكهرباء والمحافظ العرادة في 16/يونيو/2012م حجر الأساس لمشروع المحطة التحويلية التي ستغذي مديريات مأرب بالكهرباء الغازية بقدرة توليدية تصل إلى (100) ميغا وات وبتكلفة اجمالية تصل إلى (40) مليون دولار، مع استخراج تحسين للشبكات الداخلية بالمديريات بمبلغ سبعة مليون دولار ، نظراً للاختلالات التي رافقت انجاز شبكات المديريات نهاية العام 2007م بالتكليف المباشر لأحد المقاولين والتي بلغت تكلفتها حوالي (11) مليار ريال ذهبت لتحسين الأرصدة وظلت المشكلة قائمة.

تابعوا .. خلال ثلاث سنوات فقط ، هناك (240) طالباً يدرسون في جامعات ومعاهد مهنية مع توفير سكن جامعي بالعاصمة صنعاء ، ناهيكم عن استخراج توجيهات رئاسية إلى المجلس الأعلى للجامعات بشأن اعتماد جامعة مأرب مع إدراج شراء أرضية الجامعة والسور والبوابات ضمن مشاريع التنمية 2013م كمشروع استراتيجي يتم إنجازه على مراحل ، غير أن المشاكل المتراكمة لكلية التربية والآداب والعلوم استهلكت الكثير من الجهد والوقت حتى حصل على توجيهات رئاسية بسداد مديونية الكلية البالغة (62) مليون ريال واعتماد (150) مليون ريال كميزانية تشغيلية ، مع صرف أربعة وعشرين مليون ريال من ميزانية السلطة المحلية لمعالجة اشكاليات مالية طارئة، بالإضافة إلى الحصول على ثلاث حافلات نقل للكلية من شركة صافر بعد أن ظلت الكلية معتمدة على حافلة واحدة أهدتها مجموعة هائل سعيد،وكانت الحافلات ضمن مشاريع الشركة التعليمية المتمثلة في إنشاء سكن هيئة التدريس بالكلية والمركز الإداري والعلمي ، إلى جانب قيامها بتوفير أثاث مدرسي متكامل لكافة مدارس المحافظة بحوالي ثلاثمائة مليون ريال خلال العام المنصرم،بالإضافة إلى إنشاء قاعة تدريب تابعة لمكتب التربية من قبل شركة الغاز وتوزيع حوالي خمسة وعشرين ألف حقيبة مدرسية خلال العامين الماضيين، أما في مجال التعليم المهني كان المشروع الأبرز هو اعتماد إنشاء معهد حريب المهني والتقني للمساهمة في رفد المحافظة مستقبلاً بكوادر مؤهلة في مختلف التخصصات المهنية.

ليس من المناسب الحديث عن واجبات المسؤول كإنجازات باعتبارها من صلب عمله ، غير أن الجحود والنكران ومحاولة التقليل من جهود أي شخص لا تخدم الصالح العام بأي شكل من الأشكال،ولا ضير من توجيه النقد البناء لأي شخصية عامة مرتبطة بخدمات الناس ومسؤولة عن معالجة قضاياهم وتوفير احتياجاتهم الحياتية .
في العام 2013م تم إنشاء هيئة مستشفى مأرب العام بموجب توجيهات رئاسية بميزانية قدرها مليار ومائتين وسبعة مليون ريال بغرض تقديم خدمات صحية من قبل كادر مؤهل يصل إلى (42) أخصائياً وعدد من الممرضين والفنيين،وقد لامس ذلك الأمر احتياج المحافظة في الجانب الصحي وهو من أهم الجوانب التي كانت محط اهتمام وإشراف المحافظ العرادة بشكل مباشر،حيث سخر جهوده لتطوير ذلك المرفق الحيوي الهام من خلال توفير سيارة إسعاف عناية مركزة،واعتماد إنشاء مركز القلب الذي تبلغ تكلفته حوالي (11) مليون دولار والبدء في إنشاء مركز طوارئ متكامل ومبنى إدارة الهيئة، وإدراج مصنع الأوكسجين ومركز غسيل الكلى ومركز الحريق ضمن خطة الأولويات.

بالطبع ، كانت الكهرباء والصحة والتعليم وتأهيل الشباب ورفع عائدات التنمية وقيام الشركات بمسئولياتها المجتمعية الأولويات الخمس في رؤية محافظ مأرب سلطان العرادة التنموية ، وقد شهدت الثلاثة الأعوام التي مضت من عمر قيادته للمحافظة إحراز تقدم على مختلف الأصعدة ، وكان يحرص على استغلال الفرص والعمل دون كلل أو ملل لتحقيق إنجازات ملموسة والخروج بتعهدات والتزامات على الشركات العاملة وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات من شأنها تعزيز التنمية وآخرها توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة اليمنية للغاز المسال تقضي بإنشاء (30) مشروعاً بتكلفة إجمالية قدرها سبعة مليون دولار ، والحصول على موافقة وزارة الشباب والرياضة بإنشاء إستاد مأرب الدولي والشروع في تجهيز مدرجات ملعب رياضي بمدينة مأرب وتعشيبة ، مع صرف ثلاث حافلات بحسب توجيه رئاسي تم توزيعها على أندية سد مأرب والوطن بحريب وحافلة لمكتب الشباب بالمحافظة ، وينبغي أن نشير إلى الانتهاء من إنجاز مشروع مياه مديرية مجزر كواحد من أكبر مشاريع المحافظة ، مع اعتماد حوالي مائتي مليون ريال لإنشاء مشاريع مياه بمختلف المديريات ، كما أن الورشة التنسيقية لمشاريع التنمية بين السلطة المحلية والجهات الممولة التي عقدت في شهر أكتوبر من العام الماضي خرجت باتفاق مشترك لتمويل 152مشروعاً تنموياً من واقع خطط المديريات.

ما كنت لأتطرق لكل تلك التفاصيل لولا اقتضاء الضرورة لإطلاع الرأي العام على أبرز ما تم انجازه خلال تلك الفترة نظراً لعزوف المحافظ العرادة عن وسائل الإعلام وإصدار التوجيهات المتواصلة لكاتب هذه السطور بترك الميدان يتحدث وعدم الرد حتى على تخرصات الحاقدين الذين لا يروق لهم مشاهدة تلك النجاحات والمشاريع التنموية التي بلغت تكاليفها المعتمدة حوالي مائة مليون دولار في مرحلة انتقالية استثنائية شهدت خلال الثلاث السنوات الماضية حوالي (186) اعتداءً على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء و(220) قطاعاً قبلياً أغلبها بدوافع سياسية ، وتلك الحالة الأمنية الصعبة والمعقدة لا يعرف التعاطي معها سوى الرجال الأقوياء ، ناهيكم عن جملة من القضايا الإدارية والكيد السياسي التي واجهت المحافظ واستطاع تجاوزها بتجاهلها،إذ لا يتصور عاقل أن يتآمر معظم مدراء المكاتب التنفيذية والمديريات ضد المحافظ ويعملون ليل نهار من أجل إفشاله ومع ذلك فضل الإبقاء عليهم بالرغم من مرور عشرات السنوات على وجودهم بتلك المناصب وتحمله مسؤولية فشلهم الإداري.

لا يمكن اختصار كرنفالات المغرم والمغنم في عشر سنوات رصدت معظم وقائعها وأحداثها ومواقف مختلف الشخصيات خلالها، لكنني مضطر لإنهاء هذه السلسلة بالكتابة عما عايشته عن قرب مع احتفاظي بالكثير من الأسرار التي سيتم نشرها في الوقت المناسب ، على أمل أن أجد الوقت الكافي لتحديث الكرنفالات والكتابة عنها بشكل أوسع.

الأحد، 8 مارس 2015

مأرب وأخواتها..!!  بقلم/أحمد عثمان 

مأرب ليست مدينة عادية؛ فهي التاريخ العريق والقيم العربية، مدينة السد وعاصمة مملكة اليمن الأولى كحضارة يتغنّى بها التاريخ قبل أن تعرف البشرية الحضارة والمدنية، وفي التاريخ الحديث مثّلت مأرب وما حولها الجوف والبيضاء المعروف اليوم بـ«إقليم سبأ» محوراً للمقاومة والثورة ضد الطغيان الإمامي وقبلة للحرية؛ خرج منها الشهيد القردعي وأحمد عبدربه العواضي وسلسلة من الرجال والمواقف التي دعمت ثورة الشعب والجمهورية، وفي حصار السبعين كان «إقليم سبأ» هو رأس الحربة الذي قام بفك الحصار بقيادة العواضي وأنقذوا الجمهورية.
وكالعادة تقوم مأرب والبيضاء والجوف بدورها، ويذهب الناس إلى اقتسام الغنائم وتسجيل مواقف ليست لهم؛ ويتم تجاهل هذه المناطق بصورة مقصودة ولئيمة، اليوم يمثّل هذا المثلّث البيضاء الجوف مأرب محور ارتكاز لتحقيق عملية توازن يحتاجها اليمن كلّه إلى بناء دولته والخروج من مستنقع الاستلاب واختطاف الدولة.
 مأرب الثروة التي تغذّي اليمن كلّها يُراد منها أن تكون خزانة ماء يعطش فيها الساقي, ولهذا ترى أن التنمية فيها منعدمة ولم تحظ بما حصلت عليها قرية عادية من قرى أصحاب النفوذ؛ بل صُرفت الأموال لنشر الثأر والفتن بين قبائلها بعيداً عن التنمية المستحقة، وهي لم تمُن على أحد ولم تدّعِ أن الثروة ثروتها وحدها، ولم تغضب ولم تنتقم؛ بل نهضت حين رأت أن الوطن يحتاجها لحماية الثروة والثورة باسم كل اليمنيين.
في مأرب لغة وطنية قويّة ومتزنة تتحدّث باسم الوطن كلّه، والمستمع إلى حديث محافظ مأرب «سلطان العرّادة» يعرف مدى الوعي والوطنية والجنوح إلى الحرية والحوار في آن واحد وكأنك لست أمام عقلية قبلية بل مدنية مثقّفة بامتياز، يتحدّثون باسم مأرب و«إقليم سبأ» كجزء من اليمن الكبير، يفتخرون بخدمة المشروع الوطني الذي يحلم به الشعب، يعترفون بالشرعية حفاظاً على اليمن وإرادة الشعب خلافاً لبعض الأجلاف الذين يتمرّدون على الشرعية والإجماع وهم يتحدّثون باسم أنفسهم وطموحاتهم باعتبارهم الشعب والدين والماضي والحاضر.
«إقليم سبأ» بعاصمته مأرب يتحدّث اليوم بلغة المستقبل وبمعيار القوّة الوطنية وبسبب ذلك يتعرّض لمؤامرة كبيرة وتُهم كاذبة بُغية التحريض عليه وضربه؛ لأنهم يعتبرون ضرب مأرب وأخواتها ضرباً للمشروع الوطني وكسراً للإرادة الشعبية؛ فهم لا يلتفتون إلى الإرادة الشعبية السلمية، ويعتبرون القوة القبلية في «إقليم سبأ» والمنحازة إلى الدولة والشرعية عائقاً أمام مشروعهم؛ وإخضاع الشعب اليمني الذي يتّجه نحو «إقليم سبأ» وعاصمته مأرب كمحور وطني يسهم في إنجاح الحوار وصناعة المستقبل وتحقيق عملية توازن لفرملة تهوّر القوّة الغاشمة التي مازال البعض يعتمد عليها توهّماً وتجاهلاً لما يجري في أوساط الشعب من حراك واعٍ يرفض الغلبة وفرض القوّة ويتّجه بقوّة نحو دولة لكل اليمنيين تحقّق الشراكة في الثروة والسُلطة على قاعدة المواطنة المتساوية.
ahmedothman6@gmail.com

الخميس، 5 مارس 2015

مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم 3– 4


علي الغليسي

...... بناءً على مخرجات الحوار الوطني واستناداً إلى قرار لجنة تحديد الأقاليم ، أصبحت محافظة مأرب عاصمة (إقليم سبأ) وهذا الأمر يلقي على كواهل أبناء المحافظة مسئولية كبرى تحتاج رص الصفوف والانتقال للعمل الجماعي القائم على المسئولية المشتركة بعيداً عن المكايدات السياسية بغرض الحفاظ على المكانة التاريخية والحضارية لأرض الجنتين، دون إغفال هشاشة البنية التحتية في كافة المجالات ، وتوفير قاعدة بيانات بالموارد البشرية والكوادر المؤهلة في العديد من التخصصات العلمية والإدارية وغيرها من الاحتياجات الأساسية للمضي صوب التطور والتقدم والازدهار.

ينبغي أن يكون الشكل الجديد للدولة الذي أقرته مخرجات الحوار الوطني ميلاد مرحلة جديدة تتوخى النهوض في زمن التحديات،وترسم على صحراء مأرب لوحة تفاؤل في ميدان المعاناة والحرمان ، وتنسج من وهج الشمس بأياد معطاءة أباريق طمأنينة ونفحة روح وثابة باتجاه المستقبل ، خصوصاً إذا ما تمعنا في قراءة الأرقام والإحصائيات المتصلة بصادرات النفط والغاز وخيرات البلدة الطيبة التي كان نصيب مأرب منها الدخان والأمراض ولعنة الثروة .

لاحظوا .. على مدى (22) عاماً حصلت محافظة مأرب كمصدر للنفط على مبلغ ( أربعة مليون وأربعمائة ألف دولار ) فقط لا غير وحديقة متهالكة كعائد للتنمية الاجتماعية من شركة هنت الأمريكية،بل إن الوعود التي حصل عليها أبناء المحافظة في أحد المواسم الانتخابية برفع تلك المخصصات إلى ( مليون وخمسمائة ألف دولار ) تبخرت وذهبت أدراج الرياح وظلت كما هي لا تتجاوز الثلاثمائة ألف دولار بحسب وثائق الصرف بوزارة النفط والمعادن ، وذات النتيجة السلبية كانت في مجال الكهرباء حيث تم إطلاق الوعود بعدم إنارة العاصمة صنعاء وبقية المحافظات حتى يتم ربط كافة مديريات وعزل وقرى مأرب بالمحطة الغازية ،

ركزوا معي .. لو كنا صادقين مع أنفسنا وأوفياء لمحافظتنا ومخلصين لمطالبها المشروعة ، هل كنا سنصل إلى العام 2014م ومأرب تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية!! نحن السبب في كل ما يحصل لنا وما نعانيه ، تهاون الكل بمصير الجميع والتزمنا الصمت سنوات طويلة وتاجر البعض بقضايا المحافظة وجعلوها بؤرة للشماتة وتصفية الحسابات ، ليكون جزاء السكوت والتخاذل المريب شبيهاً بعواقب من ضيع ( دفاه ) في ليالي البرد القارس .

بالطبع .. لست في مهمة استجواب الألم وسرد تفاصيل الظلم وحرقة نكران جميل ( محافظة ) قدمت للوطن ما على وجه الأرض من خيرات وما في باطنها أيضاً ، كون الإسهاب في مناقشة التراكمات السلبية لعقود الحرمان قد يقرأه البعض بعين السياسة ويفسره بطريقة تخرجه عن سياقه التنموي البحت بعد أن وجدت نفسي مضطراً للتنقيب في جذور الحرمان.

استطيع الجزم أن الفترة الزمنية التي تلت ثورة 11فبراير منذ ابريل 2012م الفائت هي الأبرز تنموياً على صعيد التنمية المستدامة والمشاريع التنموية الإستراتيجية التي تأتي في إطار وضع اللبنات الأولى للمستقبل المنشود وأحلام أبناء مأرب لمعانقة آفاق غد آمن ومستقر ومزدهر ، عوضاً عن تفاصيل إصرار ومثابرة للظفر بالمزيد من الفرص .

سيقول قائل ـ وله العذر سلفاً ـ أنني امتدح سنوات قيادة (سلطان العرادة) للمحافظة ، انطلاقاً من موقعي كـ (سكرتير صحفي ) تنحصر مهمته في التلميع والتطبيل ، بعد أن أصبحت الحقيقة في نظر الكثيرين تلميعاً ومجاملة ، مع أنهم يدركون مدى الضرر والقيود التي فرضها موقعي على كتاباتي وآرائي وانطباعاتي ، ولو كنت خارج مكتب المحافظ العرادة لسخرت إمكانياتي الإعلامية كاملة لصالحه حيث سأكون في حل من أي اتهامات مبطنة أو استئذان من شخصية تبتعد عن الأضواء اختيارياً ، ووقعت في فخ الحاقدين على التميز ونذرت نفسها للعمل بصمت لتحقيق رؤيته التنموية دون إثارة جلبة أو التفات لما يقوله ويروج له أعداء النجاح لإعاقته وتشويهه عبر كل وسائل الاتصال في زمن تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الإعلام .

تأملوا جيداً .. خلال ثلاثة أعوام في فترة انتقالية ومرحلة صعبة جداً مهمة أي مسؤول تنفيذي فيها تقتصر على تنسيق الجهود للمحافظة على الوضع القائم لا أكثر ، والعمل على خلق التفاف شعبي جماهيري حول العملية السياسية وكل ما من شأنه إنقاذ البلد من الانزلاق في أتون الصراعات المدمرة ، غير أن حصيلة ما استطاع المحافظ العرادة تقديمه للمحافظة خلال الثلاث السنوات للتنمية الاجتماعية مبلغ يصل إلى (36) مليون دولار بعد أن حصل في سبتمبر 2012م على توجيه رئاسي برفع مخصصات التنمية من مائتي ألف دولار إلى 12مليون دولار سنوياً بنسبة زيادة تصل إلى ستين ضعف عما كان الأمر عليه خلال 22عاماً من سنوات إنتاج وتصدير النفط.

يتبع

الاثنين، 23 فبراير 2015

مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم !! 2 - 4


الإثنين 23 فبراير-شباط 2015
مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم !! 2 – 4
علي الغليسي
 مشكلتنا في مأرب أننا لا نعرف ما الذي نريده بالضبط ؟! .. نحن مثل بقية أبناء الشعب اليمني نتعامل مع قضايانا بسطحية وطيب نية تثير الشفقة وترفع درجة الطمع بالاستحواذ والسيطرة من قبل أولئك الذين ينظرون إلى محافظة مأرب كـ (مغنم) ومصلحة شخصية ولا تتجاوز طموحاتهم اعتماد شيخ ووايت ديزل وفرصة عمل حارس أو مرافق له أو لأحد أبنائه ، وإذا تيسر شيك بالفتات من العملة الصعبة..هم أنفسهم الذين حرموا الشباب من تأهيل أنفسهم وتسابقوا بأنانية من أجل وظائف ( حارس ، سائق ) في الشركات النفطية .
ملتقى مأرب .. الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل
... في العام 2007م كانت المطالب الشعبية لمحافظة مأرب غاية إشهار ( ملتقى مأرب ) وهدفه الأول والأخير ، غير أن وكلاء مراكز النهب ألبسوه زوراً لباس حزبي ونفذوا التوجيهات بحذافيرها لرفض تلك المطالب ، بل واتهموا قيادات الملتقى التي حملت رسالة الـ (22) مطلباً إلى قيادة السلطة المحلية ومن ثم إلى رئاسة الجمهورية باتهامات باطلة ، واعتبروا مطلب الـ 10% كنسبة للمحافظة من عائدات النفط بالمبالغ فيه ، وامتنعوا يومها حتى من المشاركة في إعادة صياغة المطالب .. رفضوا مطالب مأرب الشعبية بكل ما أوتوا من جاه ووسيلة ، لم يتركوا حتى خط رجعة أو شعرة معاوية .. حرموا محافظة مأرب بانحيازهم لقوى النفوذ في 2007م فرصة أن تكون قضيتهم قضية رئيسية في مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في 2013م كون (ملتقى مأرب) كحامل شعبي لقضيتهم ومطالبهم يومها انطلق في فترة زمنية قريبة من انطلاقة الحراك الجنوبي ، بل وفوتوا على أنفسهم وعلينا سبع سنوات من النضال المشترك لتحقيق أحلام الأجيال وإرساء مداميك الآمال العريضة لسكان المحافظة بالحصول على شراكة حقيقية في السلطة والثروة.
استطيع الجزم أن الأحزاب السياسية والمكونات الجماهيرية القديمة والمستحدثة في الساحة لا زالت تتعامل مع قضايا مأرب وحقوقها المشروعة بطريقة تقليدية ، ولم يسعى أحد ـ من وجهة نظري ـ حتى اللحظة إلى امتلاك رؤية حقيقة شاملة تجاه قضاياها واحتياجاتها التنموية .. ليس من أحد هنا يفكر بطريقة إستراتيجية تستغل فرص الحاضر وتلبي احتياجات الأجيال في المستقبل ، لذا فإننا بأمس الحاجة لتوحيد الجهود والعمل بروح الفريق الواحد بأدوات جديدة ومتجددة ووسائل مبتكرة تواكب متطلبات التجديد التي يفرضها تسارع الزمن وتغير الظروف الزمانية والمكانية في كل الاتجاهات... علينا أن ننتقل من طور الحماس في التعاطي مع قضية مأرب والعاطفة المشحونة بالأمنيات إلى طور الخوض في العمق والسعي بطريقة منهجية نحو رسم التصورات وتحديد الخطوات اللازمة لبلوغ غاياتنا وأهدافنا ، وبناء القدرة على رسم الأطر الإستراتيجية لإدارة العملية التنموية في المحافظة ضمن (إقليم سبأ) الذي تم إقراره في الدولة الاتحادية القادمة..وينبغي أن تعاد صياغة قائمة الاحتياجات الفعلية بشكل جديد وقالب آخر تتغير فيه تعاريف الممكن والمستحيل ويدعم بالأرقام والإحصائيات وتحذف منه المسلمات ويعاد أيضاً ترتيب مصفوفة الممكن والمتاح وتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر والتحديات الداخلية والخارجية مع مراعاة الواقعية وتجنب أنماط التفكير التقليدية وعدم تجاهل تعقيدات المرحلة والتركيبة الاجتماعية قبل أن نفاجأ بظهور أفكار وتحركات معيقة داخل المجتمع المحلي.
يجب أن نسعى جميعاً نحو توفير الأدوات العلمية والعملية التي قد تساعد في إحداث تأثيرات إيجابية على المستويين العام والخاص بعالم الفعل الاجتماعي والسياسي من رأس السلطة إلى أصغر مسئول وقيادة حركة شعبية تجمع الأطياف الرسمية والحزبية والقبلية وتلتف حول رؤية موحدة لمحافظة مأرب كعاصمة لإقليم سبأ والبحث عن مساحات التعاون والتكامل ونبذ دواعي الفرقة والشقاق وإبرام صلح قبلي عام يتيح للجميع المشاركة في رسم وتنفيذ استراتيجية حاضرة سبأ وعاصمة الإقليم ويكون ذلك الصلح ثمرة التحركات الشعبية الأولى.\
وأود أن أشير إلى أنني لا أبحث عن المثالية ولا أدعيها ، وإنما أطرح وجهة نظري التي أتمنى أن تكون جديرة بالقراءة وهذا يكفيني .. كما أتمنى ألا يتم تأويلها أو تفسيرها بعيداً عن صلب الموضوع ، فـ مأرب بالنسبة لي أهم من كل الأشياء والنضال من أجل أن تنال حقوقها واجب على كل أبنائها..ودون أن نبادر لتوحيد الصفوف والمواقف وبناء خطة إستراتيجية تنموية شاملة أخشى أن تحل علينا لعنة مظفر النواب التي لم تستثن أحد !!... يتبع

السبت، 14 فبراير 2015

مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم -1 – 4

علي الغليسي

خطر ببالي أكثر من مرة أن أقوم بالرد على نداءات زملائي ومنشورات أصدقائي بمواقع التواصل الاجتماعي واللقاءات العامة والخاصة والتي تفتش في أسباب غيابي وتبحث في حيثيات اختفاء أعمالي الصحفية ، وفي كل مرة كان يخطر ببالي الرد أو التعليق كنت أتراجع عن نيتي استناداً إلى حضوري الفاعل بيدي ولساني وقلمي ولم ألجأ يوماً لقلبي كأضعف الإيمان .. إذ ما زلت في قمة الحيوية والنشاط أتنفس هواء الصدق والكرامة وأعيش على حروف الكلمة الأمينة ونبض الرسالة الأسمى ، ساعياً بكل ـ إصرار ومثابرة ـ  لتحويل نفثات يراعي إلى واقع وأحلامي إلى حقائق ، ولم تعد تشغلني الكتابة والنشر كوسيلة من وسائل المناصرة بقدر ما صار يشغلني صدى صوتي في المكان الذي أعمل فيه ، ورضا ضميري عما أقدمه للغايات التي ننشدها والمطالب والحقوق التي طالما كتبنا عنها وناضلنا من أجلها ، حيث مثلت فرصة العمل "سكرتيراً صحفياً لمحافظ مأرب سلطان العرادة" تحدياً جديداً وفرصة لوضع النقاط على الحروف.

كثيرون لا تشغلني أسئلتهم عن غياب قلمي الذي يكتب حالياً بخط مسموع ، ولا يعنيني أن يصدقوا جواباً لا يقل نفاقاً عن سؤالهم !! ولكن مع آخرين من رفاق النضال والكفاح الإعلامي المقدس كم يلزمنا من الحروف الصادقة لنشر الإجابات الوافية والكافية .. ولا أخفيكم أن بعضاً ممن يسألون عني بتهكم وبطريقة مستفزة في سياق التجريح الشخصي غير المباشر هم ممن كانوا يحاولون إثنائي عن تبني مواجهة ناهبي ثروات مأرب من جلاوزة الفساد والعبث بخيرات أرض الجنتين ، وكثيراً ما قدم لي أولئك الأشخاص النصائح المغلفة بإدعاء الحرص على شخصي ومستقبلي من قبيل (ابعد لك ) ، (خل غيرك) ، ( مأرب تركوها منهم أقوى منك نفوذاً ومالاً وسلطة ، لا تتعب نفسك وتشل الهم فوق رأسك) ، بل وصل الحال ببعضهم إلى التعامل معي كما لو كنت مداناً بارتكاب جريمة !!

ثمة محطات في حياتي الخاصة ومشواري المهني تعلمت منها ألا تشغلني أحلامي عن مصفوفة الممكن والمتاح حتى لا أصاب بالإحباط ، فأتكبد خسارة الممكن وأتجرع مرارة الإفلاس من بلوغ الحلم .. كنت ولا زلت مع المبادئ ملتزماً دون تفريط ، استعمرتني الكلمات وأعلنت لها ولائي المطلق لأنها الضامن الرئيسي لتوازن العقل والمنطق والعواطف والمحبرة .. غرست في نفسي حين اقتحمت عالم الصحافة معاني التضحية ، وأدمنت تناول إكسير الشموخ والكبرياء ، لم أدخر جهداً ولا وقتاً من أجل محافظتي الغالية (مأرب) ، في الوقت الذي كانت آليات التواصل تقليدية ومتعبة للغاية ، لكن كان لها طعم حلو أفرزته المواقف المالحة !! .. تلك اللحظات لا يستشعرها إلا من طاف بمراكز اتصالات مدينة مأرب على مدى سنوات بحثاً عن جهاز فاكس لإرسال خبر أو تقرير أو مقال صحفي بالآجل طبعاً !! بالإضافة إلى تقديم شيء من مقتنياته الشخصية لتحميض فيلم (24) أو (36) صورة لإرسال أفضل الصور مع سائق (البيجو) لحجز مساحة خبرية مدعمة بالصورة تضمن حيزاً من المساحة الصحفية لـ (مأرب) بين زحام التناولات الإعلامية .. صدقوني:كان الإرسال بالإيميل والنشر في الديوان والمجلس اليمني ومنتديات مأرب وحوار وغيرها من المنتديات بمثابة الحلم الكبير الذي أضحى صغيراً في ظل ثورة الاتصالات وانتشار الكاميرات الحديثة والجوالات الذكية والإقبال الكثيف من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي .

هناك قضايا في محافظة مأرب تحتاج إلى طرحها على طاولة الحوار ومناقشتها بكل شفافية بعيداً عن دائرة الجدل العقيم والتفلسف المفرط والجنون المتدثر بعباءة العقول المهترئة .. في هذه المحافظة المثخنة بالهزائم والخيبات والمجروحة بطعنات الغدر ووجع الخذلان من السهل على سماسرة العبث وجنرالات النهب وأزلام الفساد الاستمرار في القيام بما يريدون مهما كان عبثياً ومنتهكاً للثوابت والأخلاق من اليسير على الفاسدين أن يغيروا جلودهم لأنه من الصعوبة مكاشفة المتلونين ومصارحتهم بمواقفهم المتناقضة ناهيكم عن تقديم أضعف أحمر عين أو أصغر طحطوح للمحاكمة أو تحذيره باحترام ..بعيداً عن جملة الانتهاكات التي طالت المحافظة تنموياً واجتماعياً على مر العقود الماضية ، والتزمت الشخصيات الاجتماعية النخبة الشبابية ونشطاء المجتمع المدني والإعلام الصمت حيالها وفضلت الأحزاب السير في ركب التوافق دون النظر في ضرورة محاسبة من اغتالوا أحلام حفيدات بلقيس وأحفاد أسعد الكامل!!

كلنا نتفق أن النهب والعبث طال كل شيء جميل في مأرب، الآثار ، النفط ، الزراعة ، القيم الأصيلة ، دماثة أخلاق أهل البادية ، لكننا نختلف في قراءة جذور المشكلة وأسبابها وتداعياتها وماهية الحلول الممكنة ويتهرب الجميع من فتح ذلك الملف الضخم العامر بقضايا الكبار وفساد بعض المشائخ والمسئولين والنافذين في بورصات الديزل والبترول والبرونز واللهث وراء المكاسب المادية في مواسم النكاح السياسي وأسواق التسول والارتزاق .... يتبع

الاثنين، 26 يناير 2015

مأرب لن تستثني أحدا

مأرب لن تستثني أحداً
علي الغليسي

ما تزال محافظة مارب حاضرة بقوة في المشهد اليمني الراهن، وتتصدر واجهة الأحداث اليومية وعناوين الأخبار الأولى، وأحاديث النخب السياسية والمدنية وقيادات الدولة، بفعل إصرار جماعة الحوثي على رفع حالة القلق والترقب واستكمال السيطرة الحصرية على كافة مقومات السلطة والثروة حتى وإن كان ذلك على حساب حاضر ومستقبل البلاد.
وفي هذا السياق لا تخفي جماعة الحوثي المسلحة حرصها الشديد على إحكام قبضتها الميليشاوية على موارد البلد ومنشآت النفط والغاز والكهرباء وغيرها من الموارد الطبيعية التي تزخر بها محافظة مارب، وتلوّح قيادات الجماعة بين الفينة والأخرى بالاجتياح وتهدد بتفجير الأوضاع لابتزاز الدولة والحصول على مكاسب سياسية آنية بأنانية مقيتة وانتهازية مفضوحة وغياب واضح للحس الوطني؛ بل انها لا تدخر جهداً في استخدام كافة الوسائل غير المشروعة وفقاً لقاعدة "الغاية تبرر الوسيلة".
أعتقد أن الهجمة الإعلامية المتواصلة ضد محافظة مارب واتهام قبائلها بالإرهاب وتصويرهم كأشرار ينبغي التخلص منهم أمر لا يمت إلى الانسانية بصلة، ناهيكم عن كونها المحافظة التي لم تبخل يوماً على الوطن بنفطها وغازها وخيراتها بل وفلذات أكبادها، بالرغم مما تعانيه من بؤس وتهميش وحرمان من أبسط الحقوق ولو من باب " أعطوا المسكين من حقه".
الكتابة عن مأرب هذه الأيام بمداد القلب؛ حيث تمتزج المأساة بالمعاناة ويكبر الظلم في حق البلدة التي دفعت باليمن السعيد إلى عمق الحضارات القديمة، ورسمت بريشة رجل الصحراء اسم "السعيدة" في قلب التاريخ ووسط خارطة الإغريق والآشوريين والبابليين والفراعنة.. إنها مجمع امتيازات الوطن ومخزونه الاستراتيجي, مدرسة الشورى والديمقراطية، وموطن الأصالة والمعاصرة.
أعلم ويعلم غيري أن جماعة الحوثي لا تمتلك مشروعاً وطنياً للبناء والتنمية والتعايش وإنما تجيد القتل والتفجير وإذلال الناس والشواهد كثيرة جداً, غير أن تسخير ماكينتها الإعلامية لتشويه مأرب بتلك الطريقة المبتذلة والإفراط في الكذب وتوزيع التهم بالجملة والتجزئة أمر كنت أستبعد وصوله إلى تلك الدرجة من الدناءة واللؤم.. لكنني صرت يوماً بعد آخر أؤمن بأن تلك العصبة المهترئة الفاقدة للقيم تحتاج إلى عشرات السنين حتى يتم إعادة تأهيليها أخلاقياً.
أعتقد أننا بحاجة إلى تقييم المرحلة وتحديد الأولويات والأدوات المناسبة لتحويل مشاعر السخط وحالة الرفض إلى مظاهر جرأة جماعية تعيد الأوضاع الى نصابها وتوقف العبث بالوطن، فأي استهداف لمحافظة مارب يعني سقوط "عرش بلقيس" وانهيار سد مأرب، وستصل نيران الحرب التي يحضّر لها الحوثي إلى معالم التاريخ وآثار الحضارة وهو الأشد قسوة على اليمن حتى مما يمكن أن تتعرض له حقول نفط وغاز صافر والمحطة الكهربائية. وإذا لم يقم كل يمني بدوره لوقف حماقات الحوثي فإن "أحداث مأرب" - لا سمح الله- لن تستثني أحداً, وستخسر البلاد مواردها وأعرافها وحاضرها ومستقبلها وقبل ذلك كله نقوشها ومعابدها وتاريخها العريق.

برقية عرفان:
إلى أبطال قبائل مارب المرابطين في نخلا والسحيل وكافة المناطق: بودي لو أجيد نظم الشعر وأمسك زمام القافية لأقول في مدحكم قصيدة عصماء تسمع بها العرب في أقطار المعمورة شطرها الوفاء وقافيتها معاني العزة والانتماء للوطن.. شكراً لأنكم تكتبون التاريخ من جديد

الثلاثاء، 6 يناير 2015

محافظ مأرب: النفط والغاز في خطر

دعا ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﺩﺓ، ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﺠﺎﺩ
ﺍﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ
ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﻋﻦ ﺃﻣﻦ ﻣﺄﺭﺏ، ﻣﺸﻴﺮﺍ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ
‏«ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ‏» ، ﻭﻣﺆﻛﺪﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺨﺎﻃﺮ
ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻦ
ﻧﻔﻂ ﻭﻏﺎﺯ ﻭﻛﻬﺮﺑﺎﺀ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ .
ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻫﻮ ﺭﻓﺾ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﻋﻴﻦ ﻟﺒﺴﻂ ﻧﻔﻮﺫﻫﻢ ﻭﺃﺟﻨﺪﺗﻬﻢ،
ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ ﻣﻨﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺃﻏﻠﻖ ﺑﺎﺏ
ﺍﻻﻗﺘﺘﺎﻝ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺃﻱ
ﻭﺟﻮﺩ ﻷﻱ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻓﻘﻂ . ﻭﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻃﻴﻦ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺃﺑﺮﺍﺝ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﻓﻘﺪ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻼﺩ .
* ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺑﺎﺟﺘﻴﺎﺡ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﺑﺬﺭﻳﻌﺔ
ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ؟
- ﻧﺤﻦ ﻧﺪﺭﻙ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻭﻧﺪﺭﻙ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻼﺩ،
ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻌﻒ ﺃﻣﻨﻲ، ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﻣﺸﺎﻛﻞ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ
ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ
ﻭﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﻭﺍﻟﺠﻮﻑ، ﻭﻗﺪ
ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺎﺫﻳﺮ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺭﺏ ﺑﻤﺒﺮﺭ ﺃﻋﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﻛﺄﻧﺒﻮﺏ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﻓﻬﻢ
ﻣﻐﻠﻮﻁ ﻭﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺗﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﺄﺭﺏ،
ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺀ
ﻓﺮﺩﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺃﻣﻨﻴﺔ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ
ﻳﻘﻮﻣﻮﻥ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ.
* ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ؟
- ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ
ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻜﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻓﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ، ﻭﺍﻟﻀﺦ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﻰ
ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻓﺮﺻﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﺍ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
ﻳﺤﻤﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻷﺣﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻷﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻨﻌﺎﺀ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺣﺘﻠﻮﻫﺎ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ
ﻟﻴﻄﺎﻟﺒﻮﺍ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ.
* ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺕ
ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ؟
- ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺄﺭﺏ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﺃﻱ ﻗﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﺇﻻ
ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻘﻂ، ﻟﺬﺍ ﻓﻬﻢ ﻳﺮﻓﻀﻮﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﺃﻱ
ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﺃﻭ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻫﺬﺍ
ﻣﺮﻓﻮﺽ ﻭﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻊ
ﻗﺒﺎﺋﻞ ﻣﺄﺭﺏ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺇﻟﻰ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ
ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺑﻌﺪ ﺟﻬﻮﺩ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ
ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺍﺭﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ ﻣﻊ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ،
ﻭﺗﻨﺺ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻮﻑ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺄﺭﺏ
ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺃﻭ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ
ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺬﺭﻉ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﺣﺘﺸﺪ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﻣﺄﺭﺏ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻬﻢ ﻭﺗﻌﻬﺪﻫﻢ ﺑﻌﺪﻡ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺃﻱ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ، ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ
ﻭﻗﻮﻓﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺚ
ﺑﺎﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ
ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺄﺭﺏ.
* ﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ
ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﻠﺰﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ؟
- ﻧﻌﺮﻑ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﻟﻪ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭﺩﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻭ
ﺿﻌﻔﻬﺎ، ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﻣﻨﻲ
ﺍﻟﻀﺒﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ، ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ
ﺍﻷﻣﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﻀﻌﻒ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ، ﻳﺒﺮﺯ ﻫﻨﺎ ﺩﻭﺭ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍ ﻭﻣﺘﻌﺎﻭﻧﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﻣﻦ
ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ.
* ﻫﻞ ﺗﺨﺸﻮﻥ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ
ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﺃﻫﻢ
ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ؟
- ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﻴﻔﺎ ﺟﺪﺍ، ﻓﻘﺪ
ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻓﺎ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻱ ﻭﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺰﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ
ﺍﻷﺳﻒ، ﻟﺬﺍ ﺣﺮﺻﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻟﻮﺿﻊ ﺧﻄﻂ
ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ،
ﻓﺎﻟﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻀﻊ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻷﻥ ﻧﺠﻨﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ
ﻭﻧﻜﺴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮﻑ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﺈﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ،
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻷﻱ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻓﺈﻥ
ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻳﻌﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻠﻬﺎ .
* ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ
ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ؟
- ﺍﻷﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻲ ﺗﻨﺠﺢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ
ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻮﺍﺯ، ﻭﺑﺤﺲ ﺃﻣﻨﻲ ﻣﻮﺣﺪ
ﻭﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻮﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ ﻓﻬﻲ
ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔ،
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﺨﺮﺏ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺪﻱ
ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﻘﻮﻡ
ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺮﺻﺪ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻳﺘﻢ ﻣﻦ
ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺿﺒﻂ ﺃﻱ ﻣﺨﺮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺍﻋﺘﻘﻠﺖ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ
ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﻭﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭﺍﺕ،
ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ، ﻭﻫﻨﺎﻙ 95 ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ، ﻭﻗﺪﻡ ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ .
* ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻦ؟
- ﻟﻴﺲ ﺻﺤﻴﺤﺎ، ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﺿﺪ
ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻭﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ
ﺃﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺠﺮﻡ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻦ، ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻘﺎﺗﻞ ﻭﺍﻟﺜﺄﺭ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ.
* ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺘﺪﻱ
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺮﺍﺝ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﻂ؟
- ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﺇﻟﻰ 3 ﺃﻗﺴﺎﻡ :
ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻣﻈﻠﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﺨﺼﻴﺔ، ﻭﺟﺰﺀ
ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺑﺘﺰﺍﺯ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﺟﺰﺀ
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺪﻑ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺕ ﻓﻘﺪﺕ
ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻭﺗﺮﻳﺪ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﺣﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻨﺎﺱ .
* ﻫﻞ ﺗﻘﺼﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﺎﻟﺢ؟
- ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ، ﻭﻟﺪﻯ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ
ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ، ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻭﻣﻊ ﻣﻦ
ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ، ﻭﻟﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﺿﺒﻂ ﺃﻱ ﻣﺨﺮﺏ ﻫﻨﺎﻙ
ﺟﻬﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺔ
ﺇﻃﻼﻕ ﺳﺮﺍﺣﻪ، ﺃﻭ ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ
ﺇﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
* ﺃﻧﺖ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ.
- ﻛﻨﺖ ﻋﻀﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﻠﻘﺖ
ﻋﻀﻮﻳﺘﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻧﺘﻴﺠﺔ
ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺣﻈﺘﻬﺎ، ﻭﺣﺎﻟﻴﺎ ﺃﻋﻤﻞ ﻣﻊ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻣﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﻴﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺣﺰﺑﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .
* ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ
ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ؟
- ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ
ﻣﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑـ ‏« ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏» ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ، ﻭﺑﻴﻦ
ﻭﺟﻮﺩ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻗﺎﺩﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺪﻥ ﺃﺧﺮﻯ، ﻟﻴﺲ
ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺟﻮﺩ ﻷﻱ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻟـ ‏« ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏» ﻛﻤﺎ
ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺷﺒﻮﺓ ﺃﻭ ﺃﺑﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺃﺧﺮﻯ، ﻻ
ﻧﻨﻜﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻨﺘﻤﻴﺔ ﻟـ‏« ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ‏» ﻣﻦ
ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪﺓ
ﻭﺃﺑﻴﻦ، ﻭﺣﺘﻰ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻭﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ،
ﻭﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 50 ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺃﺑﻴﻦ
ﻭﺷﺒﻮﺓ، ﻛﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﻋﺪﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﻃﻴﺎﺭ ﻟﻜﻦ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ
ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ، ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻛﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ
ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﺄﺭﺏ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ.
* ﺍﻗﺘﺤﻢ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎﺀ،
ﻫﻞ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺭﻓﻀﻜﻢ ﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﻟﺠﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
ﻓﻲ ﻣﺄﺭﺏ؟
- ﻧﻌﻢ .. ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺁﺧﺮ.. ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻟﻢ
ﻳﻬﺎﺟﻤﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺪ ﻋﻠﻰ
ﺃﺣﺪ، ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺎﻣﻼﻥ ﺍﺛﻨﺎﻥ ﻓﻘﻂ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ
ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﻮﻗﻔﻲ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ
ﺑﺄﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺄﺭﺏ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﻴﻦ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻣﻦ
ﺑﻌﻴﺪ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺃﻱ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻦ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ.
* ﻫﻞ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺇﻟﻴﻚ ﻭﺳﺎﻃﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻤﺴﻠﺤﻴﻬﻢ ﺑﺎﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ؟
- ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺍﺻﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ، ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ
ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ، ﻃﻠﺒﻮﺍ
ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ،
ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺳﻠﻢ ﻭﺷﺮﺍﻛﺔ ﻭﻗﻌﺖ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ
ﺃﻣﻤﻴﺔ.
* ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻨﺺ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ؟
- ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﺡ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺄﺭﺏ
ﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺭﺏ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﻣﺎﺫﺍ
ﻋﺴﺎﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ، ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺴﻠﺤﺔ
ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺃﻣﻦ، ﻟﻘﺪ ﺭﻓﻀﻨﺎ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﻳﺘﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻣﺄﺭﺏ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﺘﺢ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺛﺎﺭﺍﺕ ﺣﺼﻠﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻛﻤﺎ
ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻐﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺘﺮﺑﺺ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺬﺭﻳﻌﺔ .ﻭﺃﻛﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺨﺮﺑﻴﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﻴﻦ
ﺻﻨﻌﺎﺀ: ﺣﻤﺪﺍﻥ ﺍﻟﺮﺣﺒﻲ

مخطئ من يظن الحوثيون أقوياء

محمد عبده العبسي 
الجماعة التي تفضّ اعتصاماً سلمياً بالرصاص الحيّ هي أضعف مما تتصورون. 
الجماعة التي لا تحتمِل اعتصاماً صغيراً في الحديدة هي أوهن من بيت عنكبوت. 

الجماعة التي يجنُّ جنونها، فتطلق الرصاص الحيّ في الهواء وترسل "شاصات الله" إلى الحارات والأزقة (الفيديو أول تعليق) من أجل ملاحقة طلاب مدرسة إعدادية في مذبح، لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، احتجوا على احتلال مدرستهم من مسلحيها، هي أضعف من أي ديكتاتور أطاح به الربيع العربي. والحليم من اتعظّ بغيره، وما من حليم ولا حكيم في يمان الإيمان والحكمة على ما يبدو.

الأمر في منتهى البساطة والوضوح: 
كل الرؤى التي قدّمها الحوثيون في مؤتمر الحوار حول شكل الدولة والدستور مجرد هراء في هراء أمام أفعال مليشياتهم على الأرض. 

كل ما قاله ويقوله عبدالملك ومثقفو المليشيا حول الشراكة والسلم والتعايش هراء في هراء أمام هذه الصورة التي أنقلها عن صفحة الشاب صلاح الدين المهلل.

كل الرؤى والتنظيرات التي قالها الحوثيون في الإعلام وفي قاعة موفمبيك حول علمانية الدولة مجرد هراء في هراء أمام اعتقالاتهم، وسلوكهم تجاه المختلفيين معهم مذهبياً، وإرغام الناس على الاحتفال بالمولد النبوي الذي حولوه من نبي للإنسانية إلى مناسبة عائلية ومهرجان دعائي سياسي!

أفضل وأقوى طريقة لمواجهة الحوثيين هي الاعتصامات السلمية، هي الكلمة، والصورة، والتظاهرة. ما من شيء خدم الحوثيون وسوّقهم في المجتمع مثل المواجهة المسلحة، والعمليات الإرهابية القذرة لتنظيم القاعدة. وقد بدا لي صادق الأحمر، يوم تحيكمه أقوى مما كان عليه عندما كان أشقاؤه يحاربون الحوثي في عمران والتقط شقيقه حمير صورة من ساحة المعركة. 

كتبت قبل شهور: 
مع الأسف، كل يوم ازداد يقيناً أن من يأمل أن يتحول الحوثيون إلى العمل السياسي كمن يأمل أن تتحول دبابة أو مدرعة إلى سيارة إسعاف! أو عربة تسقي أشجار جزر الرصيف، أو حراثة حقل زراعي.

مخطئ من يظنّ الحوثيون أقوياء. 

الجماعة التي لم يتمكن جيشان نظاميان من هزيمتها عسكرياً، هزمها اعتصام سلمي في الحديدة واحتجاج فتيان مدرسة مذبح.

الجمعة، 2 يناير 2015

التفاصيل الكاملة لأحداث الخميس بمحافظة مأرب

بيان قبائل مأرب بشأن الأحداث التي شهدتها المحافظة يوم الخميس
تابعت قبائل مأرب الأحداث التي وقعت في المحافظة والتناولات الخبرية لها, ووجد قياداتها وأعيانها ضرورة توضيح ماحدث, وسرد الرواية الحقيقية لذلك, حيث تواردت أنباء اليوم الخميس 1/1/2015م عن قدوم كتيبة عسكرية من أحد ألوية الجيش التي كانت تابعة لقوات الحرس الجمهوري المنحلة, من محافظة شبوة في طريقها إلى العاصمة بالتزامن مع معلومات تفيد باحتشاد ميليشيات جماعة الحوثي في مفرق الجوف ومعسكر ماس الذي سيطرت عليه منذ قرابة شهر ونصف.
ومنعاً لسيطرة مليشيات الحوثي على هذه القوة العسكرية التي هي ملك للدولة والشعب اليمني, وجدت قبائل مأرب نفسها مضطرة للتواصل مع قيادة الكتيبة قبل خروجها من مدينة مأرب وابلاغهم رغبتنا في التفاهم معهم لضمان سلامة الكتيبة التي يترصدها الحوثيون في مفرق الجوف ومعسكر ماس بمنطقة الجدعان, كما حدث لكتائب عسكرية سابقة وتحديداً كتيبتين من اللواء 13 مشاة والتي منعها الحوثيون من المرور إلى المنطقة العسكرية.
وعقب ذلك واثناء وصول الكتيبة القادمة من شبوة إلى اطراف منطقتي (نخلا والسحيل) لوحظ أن عتادها يفوق عتاد 4 كتائب عسكرية, وقام المشائخ بالتفاهم مع قيادة الكتيبة وطلبوا منهم العودة إلى المنطقة العسكرية الثالثة, كما تواصلوا مع قائد المنطقة اللواء / احمد سيف اليافعي واخبروه ان القوة العسكرية ستكون صيداً ثميناً للحوثيين, لكنه وبلهجة حادة ارجع الاسباب إلى توجيهات عليا ورفض التحدث عن أي ضمانات لمرور القوة العسكرية بسلام إلى العاصمة صنعاء وعدم نهبها من قبل او تعرضهم لها, وهو ما يشير الى تنسيقات غير معلنة ونوايا مبيتة لتسليم تلك القوة العسكرية للحوثيين المتواجدين في معسكر ماس ومفرق الجوف في اطار استعدادات الحوثي لاجتياح مأرب والسيطرة على منابع النفط والغاز والطاقة الكهربائية.
ولم يقف الأمر عند ذلك, بل فوجئت القبائل باستهداف مباشر لتجمعاتها المرابطة في مناطق (نخلا والسحيل) من قبل المنطقة العسكرية الثالثة بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية ودون سابق إنذار ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القبائل, واثر ذلك تم ابلاغ قائد الكتيبة ان المعدات العسكرية قيد التحفظ عليها حتى يتم التواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية ومحافظ مأرب.
وإزاء ماحدث فإن قبائل مأرب, تحمل قائد المنطقة العسكرية الثالثة واركان حرب المنطقة, المسؤولية الكاملة عن ما آلت إليه الامور اليوم وتؤكد حرصها الشديد على استتباب الامن والاستقرار والحفاظ على المكتسبات العامة والخاصة وتجنيب المحافظة ويلات الحروب والدمار, وسيظل ذلك الامر مبدأً راسخاً لدى كل القبائل, وتدعو في ذات الوقت لجنة الوفاق البرلمانية إلى إعلان الطرف المعرقل للإتفاق الذي رعاه رئيس الجمهورية ووقعت عليه قبائل مارب بمكوناتها السياسية والاجتماعية بهدف درء الفتنة وحقن الدماء واطلاع الراي العام على بنود تلك الوثيقة التي تصب في الصالح العام وتعزز السلم الاجتماعي في المحافظة.
صادر عن قبائل مارب
الخميس 1 يناير 2015م