السبت، 21 مارس 2015

‬حذار سيل الدم اليمني

‬حذار سيل الدم اليمني

أحمد الجار الله
رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية

كأن السعادة جرفت عن اليمن مع انهيار سد مأرب, فمنذ ذاك التاريخ هذه البلاد غارقة في الحروب والنزاعات, وربما أكثرها خطورة ما يجري اليوم, فاذا كان انهيار السد فرق القبائل وشتتها في العالم العربي, فان انهيار اليمن اليوم سيجعل سيل الدم العرم يطال المنطقة ككل, فالى متى ستبقى الدول المعنية مكتوفة الايدي, ترى النار تقترب منها, وتتدحرج نحوها عبوات الفتن الناسفة ولا تحرك ساكنا؟

أمس قلنا ان على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التخلي عن سياسة الاستنكار والادانة, والنأي بالنفس عما يجري من مذابح في تلك الخاصرة, فيما كانت العبوات الناسفة تحصد أرواح العشرات من اليمنيين في مساجد عدة بالعاصمة صنعاء, هذه العبوات تؤسس لحرب مذهبية, تماما كما يجري في العراق الذي تركته دول الخليج لايران طوال 12 عاما تعيث فيه كما تشاء, الى ان اندلعت نيران الثأر بين السنة والشيعة, ودخلت بلاد الرافدين نفق حرب الالف عام.

واذا كان التاريخ كتب عن القبائل التي تفرقت أيدي سبأ قديما, فإنه أمام هول المقتلة الحالية سيكتب كثيرا عن سيل الدم الذي سينطلق من صنعاء ليطال كل هذه العواصم اذا لم تستدرك الامر, وتعمل على حماية نفسها من خلال حماية الشرعية اليمنية أولا, والحفاظ على وحدة اليمن عبر ضرب كل المشاريع التقسيمية التي تطبخ على نار الجثث البريئة, لتحقيق الجزء الخاص من المشروع الامبراطوري الساساني الجديد للمنطقة بأدوات يمنية.
صحيح, خيرا فعل الرئيس عبد ربه منصور هادي بخروجه من صنعاء, وإعلان عدن عاصمة سياسية موقتة, فبذلك استعاد المؤسسات الشرعية وأخرجها من دائرة سيطرة الانقلابيين الحوثيين, لكن اذا كان هادي الداعي دائما الى الحوار بين الاطراف اليمنية ولا يريد دماء, عليه إدراك ان الدم فرض عليه منذ اللحظة التي تحركت فيها ميليشيات الحوثيين نحو صنعاء, بل في تلك اللحظة فرض الدم على اليمنيين كافة, ومعهم دول “مجلس التعاون” لان تلك العصابة دفنت المبادرة الخليجية, وأهالت عليها تراب التحدي.

اليوم, ها هم يهددون عدن العاصمة الموقتة, والمجازر تتنقل من مدينة الى أخرى, فيما دول الخليج لا تزال تردد ان الشرعية اليمنية لم تطلب منها التدخل, بينما المطلوب منها ألا تنتظر طلبا للتدخل, فكما شنت الطائرات الاردنية والاماراتية والبحرينية غارات على تنظيم “داعش” في العراق حين أقدم مقاتلوه على حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة, وكما كانت قوات درع الجزيرة بالمرصاد للتهديدات الايرانية للبحرين في اجراء استباقي لردع أدواتها التخريبية في هذه المملكة الخليجية, على دول “التعاون” اليوم ان تبادر الى عمل استباقي في اليمن, ينهي عصر التعاسة الدموي الذي يعيشه, لأن عودة السعادة الى اليمن تعني سعادة دول الخليج, فهل تدرك دولنا ذلك؟

الأربعاء، 18 مارس 2015

مراسلات بين د.محمدجميح ووزير الداخلية اللواء جلال الرويشان

بقلم / محمد جميح
بعد منشوري أمس "الحوثيون يخسرون"، والذي تعرضت فيه لذكر وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة جلال الرويشان، وانتقادي لموقفه من الانقلاب الحوثي، جاءتني رسالة على الخاص باسم الوزير، ومن صفحة باسم "جلال علي"، تحمل صورته، ولأن ما يأتي على الخاص يعد في حكم ما لا يجوز نشره إلا بإذن، فقد أرسلت له رسالة اضمن نشر رده علي على صفحتي إن اراد كحق له، ورد هو الأمر إلي، وهأنا أنشر ما دار هنا:

تقول الرسالة المرسلة إلي:

كنت وربما لا أزال من المعجبين جداً بكتابات وأراء وأفكار الكاتب المبدع محمد جميح .. ربما لأنه يكتب بشكل جيد . وربما لأنني أحب أبناء مأرب . وأبناء مدينة حريب بالذات .. ومع إيماني المُطلق بالحرية في الرأي والفكر والموقف السياسي . وأن من حق أي أحد أن يؤيد أو يناصر أو يتعاطف مع أي مكون أو اتجاه سياسي . فإنني ومن هذا المنطلق أتعهد لله أولاً ولضميري ثانياً أن لا أقف من أي شخص موقف الحب أو الكراهية تبعاً لاتفاقي أو اختلافي معه في الرأي .. ومن حق العزيز محمد جميح أن يصنفني كيف ما يشاء. وأن يضعني أين ما يشاء من التأييد أو الرفض لهذا الطرف السياسي أو ذاك . لأن هذا رأيه ولأن هذه وجهة نظره .. وليس مهماً ما سيظنه الناس بي . ولا كيف سيقيِّمون ما أقوم به . رائدي في كل شيء هو الله ثم الوطن ولا شيء سواهما .. غير أن ما لم يكن له مبرر هو أن يدعوني بغير إسمي . وأن يدَّعي أنني أسأت إلى أسرتي التي بالتأكيد لا يعرف العزيز محمد جميح الكثير عنها .. الإساءة إلى الأسرة يا عزيزي محمد تكون عندما لا تعمل على حقن الدماء وإصلاح ذات البين . الإساءة إلى الأسرة تكون عندما ترى بلدك وهي في مهب الريح ، أو قريبة من حافة الهاوية. ولا تعمل بكل ما تستطيع لمنع انهيارها .. ومع هذا سامحك الله يا أخي . فلا زال يحدوني الأمل بأن تتجاوز بلادي محنتها . وأن يكون ثمن ما بِي هو اليمن كله . اليمن بتاريخه وحصونه وقلاعه وجباله . اليمن بإنسانه الطيب الصبور القوي الجبَّار .. وسأبقى من المعجبين بكتاباتك . وستكشف لك الأيام كل شيء .

وهذا ردي على الرسالة أعلاه:

عزيزي جلال الرويشان
أشكر لك حسن تواصلك...
أنا في الحقيقة اتفق معك في ضرورة أن يكون الولاء لله والوطن هما القاعدة التي على أساسها يتم الانتماء...
ثانيا أنا قاريء جيد نسبيا لتاريخ الثورة اليمنية وأعرف بعض الأدوار التي قام بها آل الرويشان...
ثالثا انا عندما انتقدت جلال الرويشان، فأنا لا انتقده كشخص ولكن كمسؤول، وليس بيننا أية خلافات شخصية...
رابعا
لا أظنه يخفى عليك الحقيقة الناصعة المتمثلة في أن الحوثيين قاموا بانقلاب حقيقي على العملية السياسية برمتها...
وأي عمل يقومون به هو باطل دستوريا في نظري كونهم ليسوا سلطة منتخبة وكونهم خرجوا على ما توافق عليه اليمنيون في الحوار الوطني...
خامسا
ساءني والله ان يكون رجل بحجمك وما تمثله من إرث أسري منطويا تحت قيادة رجل لا يحمل أي مؤهل الا القدرة على خداع الناس باسم أهل البيت...
أنت أكبر من عبدالملك فلماذا تعطيه الشرعية التي يفتقدها؟
عملك اليوم لا دخل له بواجبك الوطني في تصوري، بل الأصل أن ترك هذا العمل هو عين الواجب الوطني، وذلك بنزع الغطاء عن الانقلاب الحوثي الواضح...
خامساً
أرجو ان تراجع نفسك ، خدمة الوطن لا تكون بالعمل تحت توجيهات مجموعة سلالية مذهبية وانقلابية ، أنت تعرفها أكثر مني.
والله ما اكتب الا ما أراه صوابا، وما لي من حزب يوجهني او مطمع يغريني..
لا تدع الحوثي يأكل الثوم بفمك
أرجوك

نسيت أن أقول إنك حال رغبت بنشر ردك على صفحتي، فإنني سأفعل وهذا حقك...
وحال رغبت أن يبقى على الخاص فعلى الرحب

وجاء الرد باسم الوزير:

الخيارات لك يا دكتور
لك ان تنشر ردي وردك عليَّ
وربما أرى صواباً يحتمل الخطأ . وترى أنت خطأً يحتمل الصواب . مسافة صغيرة بين الآراء يجب أن نحافظ عليها جميعاً من أجل بلادنا

وختمتها بالرد الآتي:

لتكن مشيئة الله...
كنت فقط أريد ألا تكون وزير داخلية عبدالملك وعصابته...
بحق الله
وحق ثورة سبتمبر التي شارك فيها أهلك أن تنحاز لضميرك وللبسطاء أمثالي الذين يحلمون بوطن خالٍ من المليشيات الدينية...
الأفق مسدود أمام الحوثيين...
وجودي في الخارج يجعلني أرى الأشياء بعين أخرى...
أقابل كل يوم كثيراً من الأشقاء العرب وغيرهم...
من يعرفك يتعجب من موقفك...
صدقني إن الطريق الذي تسير فيه مسدود...
وإذا ظللت متمسكاً بموقفك، فلا أحد يستطيع إجبارك على غير ذلك...
ستكون مهمتي صعبة في انتقاد مواقفك فيما بعد نظراً لجميل تواصلك، لكني على عهد مع نفسي ألا تكون صعوبة المهمة سبباً في تركها...
وكما كنت حراً في اختيار بقائك مع الحوثيين، فلي الخيار في أن انتقد ما يقوم به الحوثيون ومن يعمل معهم...
لك تحية يمنية خالصة

الشيخ الشليف يؤكد على ضرورة تمثيل قبائل مأرب في حوار الرياض

http://marebonline.com/?p=1514

الأربعاء، 11 مارس 2015

مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم 4 - 4

علي الغليسي
كانت مشكلة الكهرباء واحدة من أعقد المشاكل في مصدر الطاقة الكهربائية للجمهورية ، ووضعها المحافظ العراادة كأولوية حولها إلى توجيه رئاسي مباشر في إبريل وهو ذات الشهر الذي تسلم خلاله العمل من العام2012م ـ وقضى توجيه الرئيس هادي بتوفير طاقة مؤقتة لمحافظة مأرب بلغت حتى 2015م (42) ميغا وات  وساهمت في تغطية ما نسبته 70% من المحافظة بالكهرباء في مديريات ( مدينة مأرب ، مأرب الوادي ، صرواح ، مدغل ، رغوان ، مجزر ، حريب ، الجوبة ، جبل مراد ، أجزاء من مديرية رحبة ) وكذا أجزاء من مديرية عين التابعة لمحافظة شبوة .
وبإمكانكم المقارنة بين (4) ميغا كانت تحصل عليها المحافظة لمدينة مأرب وما تم توفيره خلال مرحلة انتقالية عانت وتعاني فيها عاصمة البلد وحواضر اليمن الرئيسية من الانطفاءات المتواصلة ، ناهيكم عن انتظار وعود الإنارة من العام 2008م والإضاءة بوعود حكومية ورئاسية (لن تتم إنارة صنعاء حتى تصل الكهرباء كل بيت في مأرب) دون أن يكلف أحد نفسه في الماضي عناء السؤال والاستفسار عن ماهية الإجراءات العملية لتحويل تلك المواعيد إلى واقع ، ليضع وزير الكهرباء والمحافظ العرادة في 16/يونيو/2012م حجر الأساس لمشروع المحطة التحويلية التي ستغذي مديريات مأرب بالكهرباء الغازية بقدرة توليدية تصل إلى (100) ميغا وات وبتكلفة اجمالية تصل إلى (40) مليون دولار، مع استخراج تحسين للشبكات الداخلية بالمديريات بمبلغ سبعة مليون دولار ، نظراً للاختلالات التي رافقت انجاز شبكات المديريات نهاية العام 2007م بالتكليف المباشر لأحد المقاولين والتي بلغت تكلفتها حوالي (11) مليار ريال ذهبت لتحسين الأرصدة وظلت المشكلة قائمة.

تابعوا .. خلال ثلاث سنوات فقط ، هناك (240) طالباً يدرسون في جامعات ومعاهد مهنية مع توفير سكن جامعي بالعاصمة صنعاء ، ناهيكم عن استخراج توجيهات رئاسية إلى المجلس الأعلى للجامعات بشأن اعتماد جامعة مأرب مع إدراج شراء أرضية الجامعة والسور والبوابات ضمن مشاريع التنمية 2013م كمشروع استراتيجي يتم إنجازه على مراحل ، غير أن المشاكل المتراكمة لكلية التربية والآداب والعلوم استهلكت الكثير من الجهد والوقت حتى حصل على توجيهات رئاسية بسداد مديونية الكلية البالغة (62) مليون ريال واعتماد (150) مليون ريال كميزانية تشغيلية ، مع صرف أربعة وعشرين مليون ريال من ميزانية السلطة المحلية لمعالجة اشكاليات مالية طارئة، بالإضافة إلى الحصول على ثلاث حافلات نقل للكلية من شركة صافر بعد أن ظلت الكلية معتمدة على حافلة واحدة أهدتها مجموعة هائل سعيد،وكانت الحافلات ضمن مشاريع الشركة التعليمية المتمثلة في إنشاء سكن هيئة التدريس بالكلية والمركز الإداري والعلمي ، إلى جانب قيامها بتوفير أثاث مدرسي متكامل لكافة مدارس المحافظة بحوالي ثلاثمائة مليون ريال خلال العام المنصرم،بالإضافة إلى إنشاء قاعة تدريب تابعة لمكتب التربية من قبل شركة الغاز وتوزيع حوالي خمسة وعشرين ألف حقيبة مدرسية خلال العامين الماضيين، أما في مجال التعليم المهني كان المشروع الأبرز هو اعتماد إنشاء معهد حريب المهني والتقني للمساهمة في رفد المحافظة مستقبلاً بكوادر مؤهلة في مختلف التخصصات المهنية.

ليس من المناسب الحديث عن واجبات المسؤول كإنجازات باعتبارها من صلب عمله ، غير أن الجحود والنكران ومحاولة التقليل من جهود أي شخص لا تخدم الصالح العام بأي شكل من الأشكال،ولا ضير من توجيه النقد البناء لأي شخصية عامة مرتبطة بخدمات الناس ومسؤولة عن معالجة قضاياهم وتوفير احتياجاتهم الحياتية .
في العام 2013م تم إنشاء هيئة مستشفى مأرب العام بموجب توجيهات رئاسية بميزانية قدرها مليار ومائتين وسبعة مليون ريال بغرض تقديم خدمات صحية من قبل كادر مؤهل يصل إلى (42) أخصائياً وعدد من الممرضين والفنيين،وقد لامس ذلك الأمر احتياج المحافظة في الجانب الصحي وهو من أهم الجوانب التي كانت محط اهتمام وإشراف المحافظ العرادة بشكل مباشر،حيث سخر جهوده لتطوير ذلك المرفق الحيوي الهام من خلال توفير سيارة إسعاف عناية مركزة،واعتماد إنشاء مركز القلب الذي تبلغ تكلفته حوالي (11) مليون دولار والبدء في إنشاء مركز طوارئ متكامل ومبنى إدارة الهيئة، وإدراج مصنع الأوكسجين ومركز غسيل الكلى ومركز الحريق ضمن خطة الأولويات.

بالطبع ، كانت الكهرباء والصحة والتعليم وتأهيل الشباب ورفع عائدات التنمية وقيام الشركات بمسئولياتها المجتمعية الأولويات الخمس في رؤية محافظ مأرب سلطان العرادة التنموية ، وقد شهدت الثلاثة الأعوام التي مضت من عمر قيادته للمحافظة إحراز تقدم على مختلف الأصعدة ، وكان يحرص على استغلال الفرص والعمل دون كلل أو ملل لتحقيق إنجازات ملموسة والخروج بتعهدات والتزامات على الشركات العاملة وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات من شأنها تعزيز التنمية وآخرها توقيع مذكرة تفاهم مع الشركة اليمنية للغاز المسال تقضي بإنشاء (30) مشروعاً بتكلفة إجمالية قدرها سبعة مليون دولار ، والحصول على موافقة وزارة الشباب والرياضة بإنشاء إستاد مأرب الدولي والشروع في تجهيز مدرجات ملعب رياضي بمدينة مأرب وتعشيبة ، مع صرف ثلاث حافلات بحسب توجيه رئاسي تم توزيعها على أندية سد مأرب والوطن بحريب وحافلة لمكتب الشباب بالمحافظة ، وينبغي أن نشير إلى الانتهاء من إنجاز مشروع مياه مديرية مجزر كواحد من أكبر مشاريع المحافظة ، مع اعتماد حوالي مائتي مليون ريال لإنشاء مشاريع مياه بمختلف المديريات ، كما أن الورشة التنسيقية لمشاريع التنمية بين السلطة المحلية والجهات الممولة التي عقدت في شهر أكتوبر من العام الماضي خرجت باتفاق مشترك لتمويل 152مشروعاً تنموياً من واقع خطط المديريات.

ما كنت لأتطرق لكل تلك التفاصيل لولا اقتضاء الضرورة لإطلاع الرأي العام على أبرز ما تم انجازه خلال تلك الفترة نظراً لعزوف المحافظ العرادة عن وسائل الإعلام وإصدار التوجيهات المتواصلة لكاتب هذه السطور بترك الميدان يتحدث وعدم الرد حتى على تخرصات الحاقدين الذين لا يروق لهم مشاهدة تلك النجاحات والمشاريع التنموية التي بلغت تكاليفها المعتمدة حوالي مائة مليون دولار في مرحلة انتقالية استثنائية شهدت خلال الثلاث السنوات الماضية حوالي (186) اعتداءً على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء و(220) قطاعاً قبلياً أغلبها بدوافع سياسية ، وتلك الحالة الأمنية الصعبة والمعقدة لا يعرف التعاطي معها سوى الرجال الأقوياء ، ناهيكم عن جملة من القضايا الإدارية والكيد السياسي التي واجهت المحافظ واستطاع تجاوزها بتجاهلها،إذ لا يتصور عاقل أن يتآمر معظم مدراء المكاتب التنفيذية والمديريات ضد المحافظ ويعملون ليل نهار من أجل إفشاله ومع ذلك فضل الإبقاء عليهم بالرغم من مرور عشرات السنوات على وجودهم بتلك المناصب وتحمله مسؤولية فشلهم الإداري.

لا يمكن اختصار كرنفالات المغرم والمغنم في عشر سنوات رصدت معظم وقائعها وأحداثها ومواقف مختلف الشخصيات خلالها، لكنني مضطر لإنهاء هذه السلسلة بالكتابة عما عايشته عن قرب مع احتفاظي بالكثير من الأسرار التي سيتم نشرها في الوقت المناسب ، على أمل أن أجد الوقت الكافي لتحديث الكرنفالات والكتابة عنها بشكل أوسع.

الأحد، 8 مارس 2015

مأرب وأخواتها..!!  بقلم/أحمد عثمان 

مأرب ليست مدينة عادية؛ فهي التاريخ العريق والقيم العربية، مدينة السد وعاصمة مملكة اليمن الأولى كحضارة يتغنّى بها التاريخ قبل أن تعرف البشرية الحضارة والمدنية، وفي التاريخ الحديث مثّلت مأرب وما حولها الجوف والبيضاء المعروف اليوم بـ«إقليم سبأ» محوراً للمقاومة والثورة ضد الطغيان الإمامي وقبلة للحرية؛ خرج منها الشهيد القردعي وأحمد عبدربه العواضي وسلسلة من الرجال والمواقف التي دعمت ثورة الشعب والجمهورية، وفي حصار السبعين كان «إقليم سبأ» هو رأس الحربة الذي قام بفك الحصار بقيادة العواضي وأنقذوا الجمهورية.
وكالعادة تقوم مأرب والبيضاء والجوف بدورها، ويذهب الناس إلى اقتسام الغنائم وتسجيل مواقف ليست لهم؛ ويتم تجاهل هذه المناطق بصورة مقصودة ولئيمة، اليوم يمثّل هذا المثلّث البيضاء الجوف مأرب محور ارتكاز لتحقيق عملية توازن يحتاجها اليمن كلّه إلى بناء دولته والخروج من مستنقع الاستلاب واختطاف الدولة.
 مأرب الثروة التي تغذّي اليمن كلّها يُراد منها أن تكون خزانة ماء يعطش فيها الساقي, ولهذا ترى أن التنمية فيها منعدمة ولم تحظ بما حصلت عليها قرية عادية من قرى أصحاب النفوذ؛ بل صُرفت الأموال لنشر الثأر والفتن بين قبائلها بعيداً عن التنمية المستحقة، وهي لم تمُن على أحد ولم تدّعِ أن الثروة ثروتها وحدها، ولم تغضب ولم تنتقم؛ بل نهضت حين رأت أن الوطن يحتاجها لحماية الثروة والثورة باسم كل اليمنيين.
في مأرب لغة وطنية قويّة ومتزنة تتحدّث باسم الوطن كلّه، والمستمع إلى حديث محافظ مأرب «سلطان العرّادة» يعرف مدى الوعي والوطنية والجنوح إلى الحرية والحوار في آن واحد وكأنك لست أمام عقلية قبلية بل مدنية مثقّفة بامتياز، يتحدّثون باسم مأرب و«إقليم سبأ» كجزء من اليمن الكبير، يفتخرون بخدمة المشروع الوطني الذي يحلم به الشعب، يعترفون بالشرعية حفاظاً على اليمن وإرادة الشعب خلافاً لبعض الأجلاف الذين يتمرّدون على الشرعية والإجماع وهم يتحدّثون باسم أنفسهم وطموحاتهم باعتبارهم الشعب والدين والماضي والحاضر.
«إقليم سبأ» بعاصمته مأرب يتحدّث اليوم بلغة المستقبل وبمعيار القوّة الوطنية وبسبب ذلك يتعرّض لمؤامرة كبيرة وتُهم كاذبة بُغية التحريض عليه وضربه؛ لأنهم يعتبرون ضرب مأرب وأخواتها ضرباً للمشروع الوطني وكسراً للإرادة الشعبية؛ فهم لا يلتفتون إلى الإرادة الشعبية السلمية، ويعتبرون القوة القبلية في «إقليم سبأ» والمنحازة إلى الدولة والشرعية عائقاً أمام مشروعهم؛ وإخضاع الشعب اليمني الذي يتّجه نحو «إقليم سبأ» وعاصمته مأرب كمحور وطني يسهم في إنجاح الحوار وصناعة المستقبل وتحقيق عملية توازن لفرملة تهوّر القوّة الغاشمة التي مازال البعض يعتمد عليها توهّماً وتجاهلاً لما يجري في أوساط الشعب من حراك واعٍ يرفض الغلبة وفرض القوّة ويتّجه بقوّة نحو دولة لكل اليمنيين تحقّق الشراكة في الثروة والسُلطة على قاعدة المواطنة المتساوية.
ahmedothman6@gmail.com

الخميس، 5 مارس 2015

مأرب .. كرنفالات المغرم والمغنم 3– 4


علي الغليسي

...... بناءً على مخرجات الحوار الوطني واستناداً إلى قرار لجنة تحديد الأقاليم ، أصبحت محافظة مأرب عاصمة (إقليم سبأ) وهذا الأمر يلقي على كواهل أبناء المحافظة مسئولية كبرى تحتاج رص الصفوف والانتقال للعمل الجماعي القائم على المسئولية المشتركة بعيداً عن المكايدات السياسية بغرض الحفاظ على المكانة التاريخية والحضارية لأرض الجنتين، دون إغفال هشاشة البنية التحتية في كافة المجالات ، وتوفير قاعدة بيانات بالموارد البشرية والكوادر المؤهلة في العديد من التخصصات العلمية والإدارية وغيرها من الاحتياجات الأساسية للمضي صوب التطور والتقدم والازدهار.

ينبغي أن يكون الشكل الجديد للدولة الذي أقرته مخرجات الحوار الوطني ميلاد مرحلة جديدة تتوخى النهوض في زمن التحديات،وترسم على صحراء مأرب لوحة تفاؤل في ميدان المعاناة والحرمان ، وتنسج من وهج الشمس بأياد معطاءة أباريق طمأنينة ونفحة روح وثابة باتجاه المستقبل ، خصوصاً إذا ما تمعنا في قراءة الأرقام والإحصائيات المتصلة بصادرات النفط والغاز وخيرات البلدة الطيبة التي كان نصيب مأرب منها الدخان والأمراض ولعنة الثروة .

لاحظوا .. على مدى (22) عاماً حصلت محافظة مأرب كمصدر للنفط على مبلغ ( أربعة مليون وأربعمائة ألف دولار ) فقط لا غير وحديقة متهالكة كعائد للتنمية الاجتماعية من شركة هنت الأمريكية،بل إن الوعود التي حصل عليها أبناء المحافظة في أحد المواسم الانتخابية برفع تلك المخصصات إلى ( مليون وخمسمائة ألف دولار ) تبخرت وذهبت أدراج الرياح وظلت كما هي لا تتجاوز الثلاثمائة ألف دولار بحسب وثائق الصرف بوزارة النفط والمعادن ، وذات النتيجة السلبية كانت في مجال الكهرباء حيث تم إطلاق الوعود بعدم إنارة العاصمة صنعاء وبقية المحافظات حتى يتم ربط كافة مديريات وعزل وقرى مأرب بالمحطة الغازية ،

ركزوا معي .. لو كنا صادقين مع أنفسنا وأوفياء لمحافظتنا ومخلصين لمطالبها المشروعة ، هل كنا سنصل إلى العام 2014م ومأرب تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية!! نحن السبب في كل ما يحصل لنا وما نعانيه ، تهاون الكل بمصير الجميع والتزمنا الصمت سنوات طويلة وتاجر البعض بقضايا المحافظة وجعلوها بؤرة للشماتة وتصفية الحسابات ، ليكون جزاء السكوت والتخاذل المريب شبيهاً بعواقب من ضيع ( دفاه ) في ليالي البرد القارس .

بالطبع .. لست في مهمة استجواب الألم وسرد تفاصيل الظلم وحرقة نكران جميل ( محافظة ) قدمت للوطن ما على وجه الأرض من خيرات وما في باطنها أيضاً ، كون الإسهاب في مناقشة التراكمات السلبية لعقود الحرمان قد يقرأه البعض بعين السياسة ويفسره بطريقة تخرجه عن سياقه التنموي البحت بعد أن وجدت نفسي مضطراً للتنقيب في جذور الحرمان.

استطيع الجزم أن الفترة الزمنية التي تلت ثورة 11فبراير منذ ابريل 2012م الفائت هي الأبرز تنموياً على صعيد التنمية المستدامة والمشاريع التنموية الإستراتيجية التي تأتي في إطار وضع اللبنات الأولى للمستقبل المنشود وأحلام أبناء مأرب لمعانقة آفاق غد آمن ومستقر ومزدهر ، عوضاً عن تفاصيل إصرار ومثابرة للظفر بالمزيد من الفرص .

سيقول قائل ـ وله العذر سلفاً ـ أنني امتدح سنوات قيادة (سلطان العرادة) للمحافظة ، انطلاقاً من موقعي كـ (سكرتير صحفي ) تنحصر مهمته في التلميع والتطبيل ، بعد أن أصبحت الحقيقة في نظر الكثيرين تلميعاً ومجاملة ، مع أنهم يدركون مدى الضرر والقيود التي فرضها موقعي على كتاباتي وآرائي وانطباعاتي ، ولو كنت خارج مكتب المحافظ العرادة لسخرت إمكانياتي الإعلامية كاملة لصالحه حيث سأكون في حل من أي اتهامات مبطنة أو استئذان من شخصية تبتعد عن الأضواء اختيارياً ، ووقعت في فخ الحاقدين على التميز ونذرت نفسها للعمل بصمت لتحقيق رؤيته التنموية دون إثارة جلبة أو التفات لما يقوله ويروج له أعداء النجاح لإعاقته وتشويهه عبر كل وسائل الاتصال في زمن تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الإعلام .

تأملوا جيداً .. خلال ثلاثة أعوام في فترة انتقالية ومرحلة صعبة جداً مهمة أي مسؤول تنفيذي فيها تقتصر على تنسيق الجهود للمحافظة على الوضع القائم لا أكثر ، والعمل على خلق التفاف شعبي جماهيري حول العملية السياسية وكل ما من شأنه إنقاذ البلد من الانزلاق في أتون الصراعات المدمرة ، غير أن حصيلة ما استطاع المحافظ العرادة تقديمه للمحافظة خلال الثلاث السنوات للتنمية الاجتماعية مبلغ يصل إلى (36) مليون دولار بعد أن حصل في سبتمبر 2012م على توجيه رئاسي برفع مخصصات التنمية من مائتي ألف دولار إلى 12مليون دولار سنوياً بنسبة زيادة تصل إلى ستين ضعف عما كان الأمر عليه خلال 22عاماً من سنوات إنتاج وتصدير النفط.

يتبع